الفصل التاسع عشر (لعنة الغيرة )
هل أُحدثك عن شعور الغيرة ؟انه لعنة كلعنة عشقك تماماً …واللعنتان أنا مُصاب بهما.
سولييه نصار
-يعني ايه عايزة ترفضيه…يعني ايه يا رانيا ؟!!
صرخت رابحة بوجهها وهي تشعر بنير ان الغضب تتصاعد داخلها…لابد ان ابنتها قد فقدت عقلها تماما …أين ستجد فرصة مثل هذة!!!
ربعت رانيا ذراعيها وهي تقول :
-ايوة رفضته يا أما …أنا مش قليلة عشان أقبل بأي حد …رفضته لان دي حياتي وانا حرة اختار اللي يريحني مش اللي يطلب مني تنازلات من أول مرة يشوفني فيها !!!
رفعت والدتها حاجبيها وقالت بتوجس :
-تنازلات ايه يا بت اللي طلبها منك ….سامي راجل كويس ومحترم ملوش في الحوارات دي .
هزت رانيا رأسها وقالت:
-مش اللي في بالك يا أما …هو انسان محترم فعلا مقدرش انكر ولا أقول غير كده …مش هفتري عليه بس يا أما ده مش عايزني اكمل تعليمي …وانا عايزة اتعلم …عايزة يبقالي قيمة يا أما … عايزة أعرف ده وده وادخل الكلية …ابويا الله يرحمه كان نفسه في كده برضه
لطمت رابحة على وجهها وصرخت بها قائلة:
-تعليم ايه يا موكوسة …أنتِ عبيـ طة يا بت …عبيـ.طة ولا بتستهبلي يا روح أمك …تعليم ايه ده اللي عايزة تتعلميه …وقيمة ايه اللي بتتكلمي عليها …يا بت قيمة الست انها تعملها بيت وتجيب عيال ويبقالها راجل …مش الكلام الفاضي بتاعك اللي اتعلمتيه من الدكتور اللي هتمو تي عليه!!
نظرت الى والدتها بضيق وقالت وهي ترفع وجهها :
-لا يا أما …أنا متعلمتش الكلام ده من دكتور يحيى …أنا اتعلمته من ابويا الله يرحمه …هو دايما كان يقولي العلام نور …وهو بيدي قيمة لصاحبه …وحلم ابويا كان انه يدخلني الجامعة …كان عايز يفتخر بيا وانا هحققله الحلم ده…
تراجع غضب رابحة منها ونظرت إليها وقالت :
-ومين هيصرف علينا بس يا بنتي …هنشحت يا رانيا …
هزت رانيا رأسها بقوة وقالت:
-مستحيل يا أما …مادام أنا عايشة مش هنمد ايدينا لمخلوق خلقه ربنا …أنا هشتغل وأدرس ….هعمل المستحيل عشان منحتاجش لحد ..متقلقيش يا أما
رغم خوف رابحة من المستقبل الا انها اختارت الوثوق بإبنتها للمرة الأولى…تعترف انها ليست الأم المثالية لها …نعم هي لديها أخطاء ولكن الله وحده يعلم انها تحب أبنتها الوحيدة وتعتز بها كثيرا
تنهدت والدتها وسألت بإستياء :
-وأنتِ ناوية تدرسي أيه يا حيلتها…ها.اتكلمي …
ابتسمت رانيا بحماس وجلست أسفل قدميها وهي تضع رأسها عليهما ثم قالت وهي شاردة بحالمية :
-هدرس التمريض …نفسي ادخل.كلية التمريض …أنا بكرة هروح لصاحبتي منار ..دي اللي كانت معايا في اعدادي ..احنا لسه بنود بعض يعني وهي ممكن تسألني …تعرفي يا أما دي دخلت تمريض وبتقول عليه ان مجاله حلو أووي …مش بيقولوا ان الممرضين ملائكة الرحمة …
نظرت إليها والدتها وقالت بخبث :
-عايزة تدخلي تمريض عشان صاحبتك برضه ولا عشان الدكتور يحيى لسه مأثر عليكي …
رفعت رانيا رأسها ونظرت لوالدتها وقالت بتأفف:
-يووه يا أما …قولتلك أنا خلاص بطلت أفكر في الموضوع ده …أنا عايزة اشوف حياتي…من النهاردة ههتم بمستقبلي .
………..
تسطحت على فراشها الأرضي والابتسامة تضئ وجهها ….كانت تشعر بالراحة والرضا والسعادة …قد تكون المرة الاولى التي تشعر فيه بتلك السعادة …لان لأول مرة قالت لأ بقوة …لأول مرة لم تختار التنازل عن أحلامها …هي قررت ان تلاحق احلامها اما الزواج فهو نصيب من رب العالمين ..تثق أن الله سبحانه اختار لها الشخص المناسب وهي لن تخاف الآن مادام المستقبل بيد الله ….
أغمضت عينيها وهي تنام وتحلم بمستقبل مشرق أمامها …لم يمنعها فقرها ان تحلم …بل كان دافع لديها …دافع ان تُغير من حياتهما بأكملها وأن تُحسن من وضعهما المالي…هي لا تريد لوالدتها ان تتذمر منها بعد الآن ..
ذهبت إلى النوم وهي سعيدة كطفلة حصلت على لعبتها المفضلة ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
متى استيقظت ؟!لا تعرف بالضبط …هي حتى تشك انها لم تنام أبدا …كلام فؤاد ما زال يدوى في عقلها …لقد اعترف بها بصراحة انه عشقها مُنذ زمن ….وهذا جعلها ترتبك وتتشوش أكثر …فحياتها بها العديد من المشا كل وهي لا تريد مشـ كلة آخرى…فهي ما زالت تحب يوسف ولا تريد الدخول في هؤلاء مثلث العشق هذا …
تنهدت نسرين وهي تمسك هاتفها …وجدت مكالمة فائتة من ليان …تنهدت مبتسمة وهي تفكر ان ليان هي أفضل شئ حدث في حياتها …صداقتها بها بمثابة المسكن من كل تلك الآ لام التي تعانيها بحياتها …
اتصلت بها و صعت الهاتف على اذنها وهي تتنهد بعمق …
-نسرين …
قالتها ليان بلهفة ثم أكملت :
-أخبارك ايه ؟!
تنهدت نسرين وردت ؛
-تايهة وحزينة ..وأنتِ …
ابتسمت ليان بحزن وقالت:
-زيك يا نسرين …نفس حالك ….
كتمت نسرين دموعها بقوة وقالت:
-لي لي عايزة أقابلك …عايزة اتكلم معاكي …وحشتيني اووي …اووي محتاجاكي …
اطرقت ليان قائلة:
-أسفة يا نسرين قصرت معاكي اسفة …
-مش مهم …متعتذريش…مفيش بيننا أسف …بس أنا عايزة أقابلك ممكن …عايزة أقابلك يا لي لي …
دعكت ليان عينيها وقالت:
-النهاردة مش علينا محاضرات بس انارايحة فرح صاحب يحيى..أي رأيك نتقابل بكرة بالليل في الكافية بتاعنا …
هزت نسرين رأسها وقالت:
-ماشي يا حبيبتي…نتقابل بكرة
ثم أغلقت الهاتف بإرتياح وهي تنهض وتنشط نفسها …قررت ان تستحم أولا …أخرجت ثيابها وخرجت من الغرفة …
-صباح الخير يا حبيبتي ..
قالتها نهى بود وهي ترى نسرين تخرج من غرفتها …ابتسمت نسرين وقالت:
-صباح الخير يا خالتو…
-يالا يا روحي استحمي عشان نفطر سوا…
هزت رأسها وأسرعت الى الحمام…
…….
بعد ثلث ساعة كانت تقف امام المرآة تمشط شعرها الذهبي عندما رن هاتفها لتجده يوسف …أغمضت عينيها بتعب وفتحت الهاتف قائلة :
-نعم يا يوسف …
-نسرين…نسرين أنا محتاجك …
كان صوت يوسف مختنقا بدا وكأنه يبكي !!!
-يوسف فيه ايه ؟!.
قالتها نسرين بفزع ليردد يوسف انه يريدها …وهكذا نست ما فعله آخر مرة وأخذت ثياب لتخرج بها ثم اتجهت خارجا وهي تخبر نهى ان ليان تريد أن تراها ضروري …
………..
في منزل يوسف …
-مينفعش كل شوية تجيبني بالطريقة دي عندك يا يوسف …أنا تعبت ….
-نسرين متسبنيش …
قالها والدموع تنساب من عينيه تأ لم قلبها وقالت:
-مبقاش ينفع يا يوسف …
اقترب منها
-حتى أنتِ هتسيبني يا نسرين ؟
قالها بنبرة مختنقة وهو يتمسك بكفها …كاد يُصاب بالجنو ن وهي تنسل من بين يديه بتلك الطريقة …..
تدفقت الدموع من عينيها وشفتيها ترتعشان بقوة وتقول:
-لو سمحت ..لو سمحت خليني أمشي يا يوسف وربنا يوفقك مع غيري …
ولكنه شدها إليها وهو يضع جبينه على جبينها ويقول:
-وانا مش عايز غيرك ..مش عايز …أنا عايزك أنتِ …بحبك أنتِ …
أرادت ان تبتعد ولكنه أمسكها جيداً…هو يحتاجها كالهواء …لقد أصلحت قلبه المعطو ب ولن يسمح لها أن تبتعد عنه …
-خلينا نبدأ من جديد يا نسرين …أنا وانتِ ..خلينا نتجوز ونبعد عن الكل …هبعدك عن أبوكي اللي بيأذ يكي…
دفعته عنها وهي تمسح دموعها وتقول :
-وأنت كمان اذ يتني يا يوسف …أنت زي بابا …أنتوا الاتنين اذ يتوني …
هز رأسه بصدمة وقال وهو يشير الى نفسه:
-أنا أمانك .!!!
هزت رأسها وقالت ودموعها تحتشد بعينيها:
-فقدت الأمان معاك من وقت ما حاولت تعتد ي عليا …فبدل ما تكون الأمان ليا زرعت جوايا عدم الثقة …وأنا دلوقتي خايفة منك يا يوسف …سيبني يا يوسف …سيبني عشان مبقاش ينفع نبقى سوا ..معنديش حاجة اقدمها ليك ولا أقدمها لغيرك …كل اللي عايزاه اني أمو ت عشان بابا يرتاح مني وأنت كمان ترتاح وانا ارتاح …يمكن مو تي هو الحل
ابتعدت عنها ودموعها تنفجر من عينيها… كانت هو دموعه أيضاً تُغرق عينيه…هل تلك هي نهاية علاقتهما …لا …مستحيل لن يسمح بهذا أبداً!!!
……..
كانت تسير في الشارع وهي شاردة …تضع كفيها في في بنطالها المصنوع من الجينز تشعر بقبضة باردة تعتصر قلبها …لقد انهت كل شئ معه …لقد كـ سرته وكـ سرت قلبها ….
-نسرين ..بتعملي ايه هنا ؟!
قالها أحدهما وهو يمسك ذراعها لتلتفت وتجده فؤاد …ازدادت وتيرة نبضات قلبها وهي تنظر إليه …اطرقت برأسها بتوتر وقد شعرت بالحرارة تتصاعد داخله …أرادت الهروب من امامه ولكن ردد مرة ثانية:
-بتعملي ايه هنا ؟!
قالت بإرتباك :
-كنت هقابل ليان في الكافية بس مقدرتش تيجي فقولت أتمشى لحد البيت ..
ابتسم وقال:
-ودي تيجي ..تعالي أنا هوصلك …
-لا لا ..أنا ..
ولكن أمسك ذراعها بلطف وقال؛
-يالا يا نسرين مش هسيبك هنا ..
تضرج وجهها بحمرة الخجل وذهبت بطاعة خلفه …
فتح لها باب سيارته وهو يمنحها ابتسامة ساحرة لتدخل هي ..
…..
اثناء قيادته كان تختلس النظرات إليه بينما تشعر بقلبها سوف ينفـ جر …..كان هو واعي لنظراتها ولكنه لم يفعل أي شئ غير الأبتسام….
…
أخيرا وصلا الي البناية وقبل ان تترجل من السيارة قال؛
-ايه رأيك نتعشى مع بعض النهاردة …أنا وأنتِ وماما وتغيري جو …
نظرت إليه بإرتباك وقالت:
-فؤاد.مينفعش …
-ليه مينفعش ؟!عشان رفضتيني يعني ؟!…
ارتبكت أكثر فقال :
-تسمعي عن ال Unconditional love…الحب غير المشروط …ده اللي بحسه ناحيتك …أنا بحبك بس مش مستني منك أي حاجة …كل اللي عايزه تبقي كويسة وتفرحي …هو ده اللي أنا عايزة …فأفرحي يا نسرين ومتفكريش في حاجة تاني .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء ..
الغيرة لعـ نة …مر ض ..اسو.أ شعور قد يحسه رجلاً عاشق بجنو ن مثله هو الغيرة من رجل امتلك ما كان يعتبر له من قبل …ضغط على عجلة القيادة بعنـ ف وهو ينظر من مرآة السيارة عليهما…ليان وخطيبها …يجلسان بجانب بعضهما …كان قد اوصلهم بسبب رغبة عدي الى زفاف أحد اصدقاء يحيى وجعل يحيى يترك سيارته بمرآب السيارات بالقصر وهو من تحمل مسؤولية نقلهما وكم كان صعب عليه ان ينظر اليهما …بدا متناسبان تماما هي فتاة جميلة مثقفة وثرية وهو طبيب وسيم وناجح لا يعاني من ماضي مظلم او مستقبل مجهول…رجل مناسب لها تماما …ولكنه لا يحبها…لا يحبها ابدا …فليس هناك رجلاً يعشق امرأة يشيح بوجهه عنها وينظر الى النافذة …لو كان هو محل يحيى كان سيتاملها حتى المو ت ….
تنهد ودخل بالسيارة القصر ليخرج يحيى ويفتح الباب لليان وبتحدث معها قليلا ..
ضغط على كفيه بقوة وهو يراها تتحدث معه بكل أريحية …تضحك برقة وعينيها تلمع …أطرق بوجهه وهو يضغط على اسنانه بقوة …ثم رفعها مرة آخرى وتصاعدت النير ان بعينيه وهو يراه يقترب من وجنتها ويقبلها بلطف ….اشتعلت النيرا.ن بقلبه …اراد ان يذهب ويحـ طم فكه…الشيا طين أخذت تعبث بعقله …واحتاج كامل ارادته كي لا يتهو ر …غادر يحيى ليتنفس هو براحة لانه غادر قبل ان يحطـ م فكه ..
تنهدت ليان وهي تستدير عائدة الى القصر متجاهلة تماما النير ان التي تشتعل بعيني موسى ..
توقف موسى امامها يسد طريقها فقالت بنبرة جليدية :
-أبعد …متنساش نفسك !
تأملها لبرهة …النير ان داخله لا تهدأ …ود ضر.بها …قتـ لها…تقبيلها …افكار عنيـ فة كانت تها.جم.عقله ولكن بدلا من ذلك ابتعد وتركها تتجاوزه …
وبعد ان ذهبت بفترة ذهب هو الى غرفته …نظر الى انعكاسه فى المرآة ثم حـ طم المرآة بكفه واصبحت الد ماء تنفـ جر من يده !!! عشقها لعـ.نة ..والغيرة عليها أيضا …هي أمرأة أحاطته باللعـ نات من كل جانب !!!
…….
ولجت لغرفتها وهي تبكي بعنـ ف …لا تصدق انها فعلت هذا بيحيى …لقد استـ غلته ..نعم لن تنكر الأمر تقربت منه لتثير غيرة موسى …وكم شعرت بالقر ف من نفسها ….نظرت الى المرآة ورأت كم هي مقر فة مستـ غلة…استـ غلت رجل لتثير غيرة آخر وكم أعجبها الأمر ..ولكن لا …هي لن تكمل هذا الآمر…ان تظ لم يحيى اكثر من هذا …هي ستفسخ الخُطبة !!!ستكلم يحيى غداً!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-كده خلصنا مذاكرة …تقدري دلوقتي تروحي وتأخدي راحة شوية وممكن لو قادرة نذاكر مادة تاني …
قالتها ورد وهي تقرص وجنتها برفق …
ابتسمت ياسمين وهي تنهض بحماس لتدخل كتبها في الغرفة وتخرج الدمى الخاصة بها لتلعب…
ابتسمت ورد وهي تنهض وتلملم بعض الاشياء المبعثرة بصالة المنزل من أكواب قهوة وأطباق الوجبات الخفيفة التي احضرتها لياسمين…أخذتها للمطبخ مباشرة ثم بدأت بتنظيفها …كانت منهمكة بالتنظيف فلم تشعر بذلك الذي يتأملها وهو يستند على الحائط بينما عينيه الخضراء تمر عليها في تقييم عاطفي …
ابتسم وتركزت نظراته على فستانها البيتي الأزرق القصير…هى نفذت ما يقوله ..أرتدت الفستان الأزرق الذي يحبه …تركزت عينيه علي ساقيها وابتسم وهو يتأملها بعمق ….
استدارت ورد فجأة
-آه !!
أطلقت ورد صرخة فز عة وهي تجده واقف يراقبها رفعت ورد حاجبيها وقالت بغضب :
-ياسين أنت كنت بتبص عليا …
-أيوة …
قالها بتسلية وهو يقترب منها ثم يجذبها إليه ويطبع قبلة على رأسها …ابتسمت وهي تتمسك بكتفيه وتقول :
-أمتي جيت ؟!
-من ثواني كده….
ابتعد قليلا وقال وهو يمسك كفها؛
-يالا تعالي حابب اقولكم حاجة …
-طيب استني اغسل الكام طبق دوول …
هز.رأسه وقال:
-مش لازم يا حبيبي نتكلم الأول وبعدين اغسلي براحتك …
هزت ورد رأسها وذهبت خلفه …
…….
-ياسمين …تعالي هنا ..
فعلها ياسين وهو يجلس على الأريكة ويجذب ورد لكي تجلس معه …ابتعدت ورد قليلا بعد ان كانت ملتصقة به …نظر إليها بتذمر ولكنها قالت بهمس:
-بنتك موجودة هنا عيب …
ابتسم وهو ينظر إلى ابنته التي اتت وجلست بجواره على الأريكة …
-مستعدين تسمعوا الخبر السعيد ؟!
نظرت إليه ورد بترقب ليقول وهو يخرج مفتاح من جيبه ويقول :
-مفاجأة …
-ايه ده؟!
قالتها ورد بحيرة وهي تنظر للمفتاح الذي بيد زوجها …
ابتسم ياسين وهو يضم ياسمين إليه ويقول :
-ده شاليه اشتريته في الساحل الشمالي فكرت بعد امتحانات ياسمين نروح نصيف هناك …
صرخت ياسمين بحماس وهي تقبل وجنة والدها وتقول :
-شكرا .. شكرا…شكرا يا بابي ..
ابتسمت ورد ليكمل ياسين وهو ينظر إليها ويقول :
-نعتبر ده شهر عسل لينا يا ورد … ابسطي يا ستي هفسحك …
ضحكت ورد واقتربت منه وهي تقول:
-ربنا يخليك لينا يارب …
-ويخليكي ليا يا روحي …
ثم شدها إليه وضمها وهو يقبل رأسها ..
-ياسين بنتك هنا.
قالتها بخجل ولكنه لم يهتم بل ضم ابنته بيده الاخرى وهو يفكر انه سعيد …سعيد للغاية الآن …فها هي عائلته الصغيرة التي تمناها دائما معه وهو سوف يحمي عائلته دوما ويحافظ عليها..
……..
بعد قليل …
خرج من الحمام وهو يمسك المنشفة وولج للغرفة كانت ورد تفرش السرير له وعندما رأته اقتربت منه وهي تمسك المنشفة وتجفف شعره. ..كان في عينيها سؤال ولكنها ترددت في أن تقوله ….
-اتكلمي يا ورد ..فيه ايه ؟!
نظرت إليه بصدمة وقالت:
-أنا ..أنا مش عايزة اقولك حاجة …
ضحك ياسين وقال:
-حبيبة قلبي أنا مهندس …يعني معدل ذكائي عالي اووي …فأكيد هفهم لما تكوني عايزة تقولي حاجة …فقولي عايزة ايه ؟!
ابتلعت ريقها وقالت:
-.جوري ..لما روحتلها هي كانت عايزة ايه ؟!
امسك المنشفة من يدها ووضعها جانبا وهو يشدها من خصرها إليه ويضع شفتيه على جبينها قائلا:
-كانت بتحاول تغريني !!
شعر بتيبس جسدها تحت ذراعيه ليقول وهو يقبل جبهتها وأكمل :
-بس اكتشفت ان محدش يقدر يغريني غيرك أنتِ محدش ليه سيطرة عليا غيرك يا ورد …مهما حاولت انكر واكابر بس في النهاية. خسرت وعرفت أنك العيلة اللي كنا بدور عليها…الحضن الدافي اللي كان نفسي اترمي فيه بعد حضن أمي….
ابتسمت وهي تشعر بقلبها يدوي داخل صدرها…
أغمضت عينيها براحة وهي ترفع كفيها وتضعهما على كتفه وتقول برقة :
-بحبك …
-وأنا كمان
أطلقت ضحكة قصيرة وقالت:
-وأنت كمان ايه ؟!بتحب نفسك عشان مهندس وعيونك خضرا…
ابعدها عنه قليلا وهو يعانق وجهها ويقول :
-لا أنا كمان بحبك …بحبك أوووي يا ورد …
ارتعش جسدها واحتشدت الدموع بعينيها بسرعة رهيبة ثم انسابت ملطخة وجهها…نظر إليها بحيرة وقال:
-بتعيطي ليه دلوقتي …أنا قولت حاجة غلط ؟!
هزت رأسها وقالت :
-دي دموع السعادة …
مسح دموعها برقة وقال:
-انا كمان مش عايزك تبكي من السعادة …أنا عايزك تضحكي…تضحكي وبس …ضحكتك حلوة أووي يا ورد …يالا أضحكي …
ثم بدأ يدغدغها ويقول :
-اضحكي أضحكي …
انفجرت ورد بالضحك وهي تحاول الابتعاد عنه …ولكنه حملها وألقاها على الفراش ثم بدأ يدغدغها بينما هي تضحك وتصرخ …
-ششش بس وطي صوتك ياسمين هتسمع …
قالها ياسين وهو يضحك أيضا ولكن رغم هذا لم يتوقف عما يفعله…ارادها سعيدة وسيراها سعيدة دوما
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-كنت مع خطيبتك صح ؟!
قالتها ليلى بسعادة وهي تراه يلج الى المنزل ليهز يحيى رأسه مبتسما ….فرحت ليلى من قلبها واقتربت منه وقالت:
-مبسوط يا يحيى …مبسوط مع ليان …
صمت يحيى مرتبكا ثم تجاوزها وجلس على الأريكة بتعب وهو يفكر في إجابة سؤال والدته…هل هو سعيد بتلك الخطبة …هل ليان المرأة التي يريد البقاء معها الى آخر يوم في حياته …هل يريدها بالفعل تكون أم لأولاده …يراها كلما أتى من العمل …يرتمي بين ذراعيها وتكون سكنه ويكون هو أمانها…هل بالفعل يريد هذا …
كانت ليلى تنظر الى أبنها بحيرة …كان يبدو غريبا…شارد بعمق …اقتربت منه وجلست بجواره وهي تقول :
-ايه سؤالي صعب للدرجادي يا يحيى لدرجة أنك مش عارف تجاوب عليه ؟!
نظر يحيى الى والدته وقال ؛
-مش عارف …
رفعت حاحبيها وقالت:
-مش عارف ايه يا بني …أنت قلقتني !.
كان ينظر الى والدته …يحاول ايجاد.اجابة لها وله…هذا هو نفس السؤال الذي يدور في عقله…هل هو سعيد؟!.ابتلع ريقه وهو يرد على والدته بحيرة …
-مش عارف انا سعيد ولا لا يا ماما …معرفش إذا كان قرار اني اتجوز ليان صح ولا هندم عليه بعدين …أنا مش حاسس ناحيتها بأي مشاعر ….بحاول أحبها مش قادر …
شحب وجه والدته وقالت بتوتر:
-حب…حب أيه يا بني اللي بتتكلم عليه ده …أنت أساسا مش بتعترف بحاجة اسمها حب ولا مشاعر وشايف دي حاجات بيضحك بيها على المراهقين …مش ده تفكيرك يا يحيى …
-ايوة يا ماما بس قصدي التقبل…أنا مش متقلبها ..
-يحيى …يحيى خليك صريح معايا فيه ايه ؟!أنت بتلمح أنك عايز تسيب ليان …حرام عليك يا يحيى ..هو أنت هتلاقي زي ليان فين؟! …
أغمض يحيى عينيه بتعب وقال:
-أنا عارف ان ليان مفيش احسن منها …بنت جميلة ومثقفة ولطيفة بس بقولك مش حاسس بأي حاجة من ناحيتها يا ماما …أنا معرفش ايه اللي حصلي . حتي إني بطلت أنبهر بجمالها ..
ضغطت والدته على اسنانها وقالت:
-في حد تاني في حياتك يا يحيى …بتحب حد تاني؟!
ارتبك وهو ينظر لوالدته وقال بسرعة :
-لا مفيش طبعا يا ماما …مفيش حد خالص …
ابتسمت والدته وهي تمسك كفه وتقول بلطف وحنان:
-خلاص يا حبيبي يبقى الموضوع سهل اووي…مرة في مرة هتتقبل ليان وهتحبها أووي أنا اضمنلك كده …أنت هتلاقي زيها فين …اخلاق وجمال ومستوي كويس …دي كفاية انها أخت عدي رشيد …
ابتسم يحيى لوالدته ابتسامة لم تصل لعينيه…شدت والدته على كفه أكثر وقالت:
-عدي ابني …أنا مش عايزاك تتجوز أي بنت …ومش عايزة تتجوز واحدة أقل منك …انت دكتور ولازم تتجوز واحدة في مستواك الثقافي والاجتماعي …صحيح ليان مش دكتورة بس اخت عدي رشيد …عدي رشيد عارف تُقل الأسم ده…مضيعش النسب ده من ايدينا يا يحيى يا ابني …لو سمحت …وانت أكيد مع العشرة هتحبها.ظ..متضيعهاش من إيديك يا حبيبي …
هز رأسه وهو يشعر بالإختناق وقال :
-طيب يا ماما حاضر …حاضر …
ثم نهض وقال:
-انا رايح لاوضتي …تصبحي على خير …
…
ولج لغرفته وأتجه الى فراشه ليتسطح عليه دون ان يبدل ثيابه …كانت كلمات والدته تدور بعقله …تُرى هل هي محقة …هل سيأتي يوما ويحب ليان ..هل سيتقبلها يوما ما ام سينبذها ويظلمها معه …دعك عينيه بقوة وعقله لا يتوقف عن التفكير …كانت مشكلة كبيرة …هذا الاختنا ق الذي يشعر به …ولكنه اتخذ قراره الآن …هو لن يفعل شيئا لا يريده…هو سيكلم ليان غداً !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنت هتنام.هنا ؟!
قالتها جواهر بتوتر وهي تري عدي يلج للغرفة ليتوقف وهو ينظر اليها ويقول:
-ايوة أكيد ..دي اوضتي. ..ومن النهاردة مش هنام الا هنا …وبالمناسبة أنتِ كمان هتنامي هنا …
ارتفع ضجيج قلبها وهي تزدرد ريقها بصعوبة ..بينما ابتسم هو بخـ بث …واخذ ملابسه ليستحم …
…..
بعد قليل …
كانت جالسة على الفراش وهي تفرك كفيها بتوتر …هل سيلمسها …هل سيطالب بحقوقه اليوم …الأسو أ انه قد يجبرها على فعل ما لا تريد …
كانت الرعب فعلا يستوطن قلبها وقد لعنـ ت نفسها مائة مرة لأنها وضعت نفسها في هذا الموقف…أغمضت عينيها وقالت بصوت منخفض :
-ايه اللي أنا عملته في نفسي ده ياربي ….يارب ساعدني اطلع من المصيبة دي …يارب اقدر اخد الشيكات واطلع سليمة من الجوازة دي …اووف بقا …
خرجت من الفراش وقررت ان تُدخن قد ترتاح قليلا…..
وقفت في التراس وهي تشرب سيجارتها بهدوء بينما داخلها ضجيج لا ينتهي أبدا… …
انهت سيجارتها سريعا وأخرجت علكة النعناع ومضغتها لكي تضيع رائحة الدخان …ثم اتجهت للفراش وهي تلقي العلكة
. …….
بعد قليل
خرج من الحمام يرتدي بنطال منامته الزرقاء بينما جذعه عاري…كانت المياه تغطي صدره العريض …احمر وجهها بشكل كثيف ونظراتها تتعلق بخاصته …ابتسم ابتسامة ساحرة حتي بانت غمازاته الجانبية فازدردت ريقها وهي تنظر الى كفها وتفركه بتوتر …..
ترك عدي المنشفة جانبا ثم اتجه الى الفراش ونام بجوارها …وأغمض عينيه لكي ينام …بينما هي كان دقات قلبها تدوي داخل صدرها …بدأ جبينها يندي بالعرق….وأرادت ان تنهض وبالفعل حاولت الا انه جذبها لتصرخ هي بفزع …
ضحك بعمق وهو يكتم فمها بكفه ويقول:
-ششش يخربيتك …اللي في القصر هيقولوا بعمل.فيكي ايه ؟!
كان حدقتيها تهتزان بر عب .. فجأة تعانقا جفنيها في خوف …ابعد كفه ومرره على وجهها وهو يقول بنبرة متثاقلة:
-خايفة مني ؟!
فتحت عينيها وحاصرت نظراته نظراتها …لم يبدو فيهما القسوة كما كانت تعتقد…عدي رشيد ليس شيطا ناً كما كانت تتشدق دوما …ربما لو اخبرته الحقيقة سيسامحها ويساعدها …ربما …
ولكن صوت آخر بعقلها سخر منها واخبرها انه رجل لا يسامح …وانها يجب أن تتذكر كارمن وما فعله معها …هي لا يجب أن تعطيه كامل ثقتها كي لا تتورط مرة ثانية …والأن يجب أن تسير حسب الخطة التي رسمتها ابتسمت بثقة وقالت بصدق تصنعته بمهارة:
-لا..أنا حاسة معاك بالأمان
ابتسمت داخلها بثقة وهي تشعر انها أثرت به …حررت كفها ووضعتها على وجنته وقالت:
-أنت لحد.دلوقتي سايبني على راحتى فشكرا ليك يا عدي ..مش هنسالك المعروف.ده.ابدا…
ابتسم بشقاوة وقال:
-طيب افرض كنت عايز اخد حقي دلوقتي وفوراً…
سيطرت على نفسها كي لا يظهر الرعب على وجهها وقالت:
-حقك طبعا انا ملكك بس أنت مش هتعمل كده ..انت هتسيبني على راحتي …
ظل للحظات ينظر إليها…كانت تعطيه ثقتها وهو ليس برجل يحطم ثقة أمرأة به …حتى لو كانت تلك المرأة ابنة عد وه …
ابتعد عنها وتسطح وهو ينظر إليها وقال:
-عيونك.حلوة اووي …حلوة اووي بجد …
ابتسمت وهي تزيح عينيها عنه بخجل حقيقي ….
-بتتكسفي معقولة ؟!سبحان الله ..
نظرت إليه وقد تلون وجهها بحمرة الغضب وقالت:
-متكسفش ليه يعني …هو أنا مش بنت ؟!
ضحك وقال:
-بصراحة الأمر مشكوك فيه يا بيري …بس فيه حاجة مش فاهمها …
-ايه هي …
ردت عليه وهي تتثائب وقد بدأ يغلبها النعاس فقال :
-أنتِ بنت رجل أعمال كبير وعيشتي في باريس …يعني مفروض تكون أرق من كده …لكن أنا بحسك بلطجية…
ضحكت وهي تزيح توترها بعيدا وقالت:
-عادي يعني مش لازم اتكلم بمياعة عشان ابقى كلاس …أنا اقدر أعمل الاتنين بالمناسبة بس بحب شخصيتي دي …ايه مش عاجباك …
امسك كفها وقبله قائلا:
-عاجباني طبعا يا مهلبية …
ثم حاصر كفها بين رأسه والوسادة وغرق بالنوم …وغرقت هي أيضاً
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظرت الى الساعة بحيرة لتجدها تقترب من منتصف الليل …لم يعتاد على التأخير ابدا …وهو لا يعمل لهذة الساعة …حتى أنه لم يأتي لساعة الغداء وعندما اتصلت به اخبرها ان تأكل هي وانه سيأكل في الخارج …كم افتقدته اليوم …شعرت ان يومها ناقص بدونه …لقد اعتادت عليه …لن تنكر مشاعرها بعد الآن …ولن تقاوم …وربما يكون لهما فرصة سويا …وهي تعلم أيضا انه لديه مشاعر نحوها …فقد. ضبطته أكثر من مرة وهو ينظر إليها …ونظراته ليست نظرات رجل اشتهى أمرأة…أي أمرأة …بل نظرات خاصة للغاية تجعل المشاعر تعصف بها بقوة …وضعت كفها على قلبها وهي لا تُصدق ..فبعد سنوات طويلة تهرب فيها من الحب…رفضت كل من حاول الإقتراب …كانت تغلق قلبها بإصرار ولكن معه ..معه هي تخلت عن حذرها …سلمته مقاليد قلبها رويدا رويدا حتى أصبح بالكامل له والآن هي تعاني ..تعاني وهي تشتاق له …قلبها يهفو لكي يقترب منها …لقد أشتاق إليه …اشتاقت الى تعامله عندما كانت متنكرة في هيئة نوح …اشتاقت لضحكاته معها …مشاكسته لها….قلبها يؤ لمها وهو بعيد عنها بتلك الطريقة …تنهدت وهي تضع كلها على قلبها وهي تتمنى ان تعود بالزمن الى وقت التي كانت فيه نوح لكي تنعم بقربه مجددا !!
أخرجت هاتفها وقررت أن تتصل به …
…..
كان جالس شارد …ينظر الى السماء والنجوم ويشعر بأ لم في قلبه ..عندما رن هاتفه …اخرجه ليرى ان المتصلة هي عبير !!..
تنهد ورد على الهاتف وقلبها يدور داخل صدره …
-الو يا أمير ليه اتأخرت كده ؟!
كان صوت عبير متلهفا …متشوقا ومرتجفاً….فما ادركته الآن جعلها المشاعر تعصف بها …
أغمض أمير عينيه وصوتها العذب ينساب لروحه …كان لا يريد ترك نفسه لاهواءه …تلك امانته وهو يجب أن يساعدها لا ان يستغلها بهذا الشكل المريع…لذلك قرر البقاء بعيدا عنها حتي تذهب من هنا …لانه يعرف أنه سيضعف امامها يوما ما …
-مش جاي النهاردة البيت !
-ايه …ليه طيب ؟!
قالتها وقد ظهر الحزن في نبرة صوتها …
زم شفتيه ثم قال بنبرة متصلبة :
-هبات عند صاحبي النهاردة …سهرانين شوية انا والشباب عند عماد وهبات عنده كلي أنتِ واقفلي الباب كويس خالص ونامي ..ومتقلقيش عليا …
اكتسى وجهها بخيبة الأمل….حاولت السيطرة على دموعها السخيفة التي بدأت تحتشد بعينيها وقالت بنبرة مختنقة:
-ماشي …باي …
ثم.اغلقت الهاتف سريعا ودموعها تنفـ جر من عينيها !!!
……
أغلق أمير الهاتف وهو يتنهد بعمق بينما يضم ساقيه إليه وهو ينظر الى الحي الذي يسكن به من علو …فقد كان على السطح !!وليس عند اصدقاؤه كما ادعى ….هو أتى هنا الى السطح الذي يعلو شقته السكنية …حتى لو حدث شيئاً معها يكون قريباً منها ….أغمض أمير عينيه وهو يتراجع حتى تسطح على الأرض …لو ظروفه مختلفة فقط لم يكن ليتركها كان ليتزوجها ويجعلها ملكه … ولكنها أميرة أتت من عالم غير عالمه …أميرة لا تنتمي له …..
……….
كانت جالسة على المقعد وهي شاردة وقد فهمت الأمر …انه يتجنبها الآن …يبتعد عنها ويرفض تلك المشاعر التي تنتابه نحوها. هو يرفض حبها ولا يريده…انسابت الدموع من عينيها وتشعر بأ لم في قلبها ….هي تشتاق إليه…..رباه كم تشتاق اليه…انها المرة الأولي التي تشعر فيها بهذا الشعور …الشعور ان الحياة مظلمة للغاية بدون وجود الشخص الذي تحب…البيت يبدو موحشاً للغاية بدونه…
فجأة انتفضت من مكانها عندما رن جرس المنزل …قامت هي واقتربت من الباب وهي تنظر من العين السحرية لتجده أمير ….فتحت الباب بلهفة دون الاهتمام بمسح دموعها التي تغرق وجنتيها …كانت يائسة حقا لرؤيته …فهي تشعر بالامان في وجوده ولا تريد أي أحد آخر غيره .. …
-أمير …
عينيه الذهبية لمعت عندما رأى دموعها…كل ما اراده الآن ان يضمها إليه بقوة …يمسح دموعها ويخبرها انه ابدا ..ابدا لن يتركها.. …ولكنه أطرق برأسه وقال:
-روحي اقفلي على نفسك باب الأوضة ونامي واطمني أنا جيت ..ومش همشي ولا هسيبك .
ابتسمت وهي تهرول الى غرفتها وتغلق الباب وهي تضع كفها على قلبها بينما تستند على الباب…انها تعشقه…رباه كم تعشقه…
بينما هو في الخارج كانت الابتسامة الحزينة تزين وجهه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في مكان ما …
-رجعت ليه تاني مش كفاية اللي حصل ؟!؟
-راجع عشان أقتل موسى !!!
يتبع
رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع